للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دراسة الاستدراك]

تحدّث ابنُ عطية عن الكاف من قوله: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ} فذكر فيها وجهين: أحدهما: أن هذه الكاف متعلقة بمضمر، تقديره: جرت أفعالنا وأقدارنا كَذلِكَ لِنَصْرِف، والثاني: أن تكون الكاف في موضع رفع، بتقدير: عصمتنا له كذلك لنصرف (١).

ونسبَ أبو حيان لابن عطية قولاً ثالثاً لم أجده عند ابن عطية، وهو أن يكون في الكلام تقديم وتأخير، تقديره: هَمَّتْ به وهمَّ بها كذلك، ثم قال: لولا أن رأى برهان ربه لنصرِفَ عنه ما همَّ بها (٢).

وهذا القول الذي نسبه أبو حيان لابن عطية نقله السمين عن شيخه ثم قال: "هذا نصّ ابن عطية، وليس بشيءٍ، إذ مع تسليمِ جواز التقديم والتأخير لا معنى لِما ذكره". اهـ (٣)

وعند مراجعة تفسير ابن عطية لم أجده يشير إلى هذا المعنى فضلاً عن أن يكون نصاً، فقد اكتفى بذكر الوجهين الأولين، ثم تحدث عن القراءات في الآية، ثم انتقل إلى الآية التي تليها (٤).

وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية ساقط، لعدم صحة نسبة القول لابن عطية.

* * *


(١) ينظر: المحرر الوجيز (٣: ٢٣٥).
(٢) ينظر: تفسير أبي حيان (٦: ٢٥٩).
(٣) الدر المصون (٦: ٤٧٠).
(٤) ينظر: المحرر الوجيز (٣: ٢٣٥).

<<  <   >  >>