للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تحليل الاستدراك ودراسته]

ضعّفَ ابنُ عطية القراءة بتشديد الياء في (يطَّيَّقونه) من الناحية اللغوية.

وذكر السمين الإشكال الذي جعل ابنَ عطية وغيره يضعفون هذه القراءة ويردونها، فقال بأنهم استشكلوا مجيء الياء في هذه اللفظة، لأنها عندهم من ذوات الواو وهو الطوق (١).

وهذا السبب صرّح به أبو بكر الأنباري (٢) حيث قال: "لأن الفعل من الواو مأخوذ من الطوق، فلا معنى لقلب الواو ياء بغير علة ولا أصل". اهـ (٣)

وصرّح به أيضاً أبو جعفر النحّاس (٤) حيث قال عن تشديد الياء في هذه القراءة: "لا يجوز لأن الواو لا تقلب ياء إلا لعلّة". اهـ (٥)


(١) ينظر: المصدر السابق، الموضع نفسه.
(٢) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباريّ، أبو بكر، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المقرئ النحويّ، من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظاً للشعر والأخبار، قيل: كان يحفظ ثلثمائة ألف شاهد في القرآن، من مصنفاته: (الرد على مَن خَالف مُصْحَفَ عثمان)، (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل)، توفي سنة ٣٢٨ هـ. ينظر: تاريخ العلماء النحويين، للتنوخي (١: ١٧٨)، تاريخ بغداد، للبغدادي (٤: ٢٩٩)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٥: ٢٧٤).
(٣) ذكره مكي بن أبي طالب في كتابه: الهداية إلى بلوغ النهاية (١: ٥٩٦)، ولم أجده في كتب ابن الأنباري المطبوعة.
(٤) أحمد بن محمد بن إسماعيل النحّاس المصريّ، أبو جعفر، النحويّ، العَلاَّمَةُ، إِمَامُ العَرَبِيَّة، وله علم بالقرآن والفقه، من مصنفاته: (معاني القرآن) و (إعراب القرآن)، توفي سنة ٣٣٨ هـ. ينظر: تاريخ بغداد (٢١: ٤٨)، إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (١: ١٣٦)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٥: ٤٠١)، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، للفيروزأبادي (ص: ٨١).
(٥) إعراب القرآن (١: ٩٥).

<<  <   >  >>