للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي كناية عن ذكر اسم النبي - صلى الله عليه وسلم-، والهاء في قوله: {عَلَيْهِ} عائدة على الكتاب" (١).

ثم قال: "وهذا التأويل بعيد من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدق، فلا يكون إلا من صفة ما كان المصدِّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهد، لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدِّقًا لما بين يديه من الكتاب مهيمنًا عليه؛ لأنه لم يتقدم من صفة الكاف التي في {إِلَيْكَ} بعدَها شيءٌ يكون {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} عطفًا عليه، وإنما عطف به على المصدق، لأنه من صفة {الْكِتَابَ} الذي من صفته المصدق.

فإن ظنّ ظان أن (المصدق) على قول مجاهد وتأويلهِ هذا من صفة الكاف التي في {إِلَيْكَ}، فإن قوله: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} يبطل أن يكون تأويل ذلك كذلك، وأن يكون (المصدق) من صفة الكاف التي في {إِلَيْكَ}؛ لأن الهاء في قوله: {بَيْنَ يَدَيْهِ}، كناية اسم غير المخاطب، وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله {إِلَيْكَ}، ولو كان (المصدق) من صفة الكاف، لكان الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب مصدِّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنا عليه، فيكون معنى الكلام حينئذٍ كذلك". اهـ (٢)


(١) تفسير الطبري (١٠: ٣٨١).
(٢) تفسير الطبري (١٠: ٣٨٢).

<<  <   >  >>