للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ذكر أبو عمرو الداني أن حُميدًا قرأ (يَغشَى الليلُ النهارَ) بضم الليل على أنه الفاعل، والنهارَ: بالنصب على المفعولية (١).

قال أبو البقاء: "ويُقرأ (يَغْشى) بفتح الياء والتخفيف، والليلُ فاعله". اهـ (٢)

ورجّح روايةَ الداني: أبو حيان (٣)، والسمين الحلبي (٤).

وبهذا الوجه نقل الشوكاني قراءة حميد دون أن يصرح بأنها رواية الداني؛ قال: "وقرأ حُمَيْدُ بن قيس: يَغْشَى الليلُ النَّهارَ؛ على إسناد الفعلِ إلى اللَّيل". اهـ (٥)

ثانياً: الترجيح بين رواية ابن جني ورواية الداني:

رجّح ابنُ عطية روايةَ ابن جني بحجة أنه أثبت من أبي عمرو الداني (٦)، وانتقده أبو حيان في ذلك، ودافع عن أبي عمرو الداني وروايته من عدة وجوه، حيث قال: "وهذا الذي قاله من أنّ أبا الفتح أثبت كلام لا يصح؛ إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات ومعرفتها، وضبط رواياتها واختصاصه بذلك بالمكان الذي لا يدانيه أحد من أئمة القراءات فضلاً عن النحاة الذين ليسوا مقرئين ولا رووا القرآن عن أحد، ولا روي عنهم القرآن، هذا مع الديانة الزائدة، والتثبت في النّقل وعدم التجاسر، ووفور الخط من العربية، فقد رأيت له كتاباً في


(١) ينظر: تفسير ابن عطية (٢: ٤٠٩)، تفسير أبي حيان (٥: ٦٦).
(٢) التبيان في إعراب القرآن (١: ٥٧٤).
(٣) ينظر: تفسير أبي حيان (٥: ٦٦).
(٤) ينظر: الدر المصون (٥: ٣٤١).
(٥) فتح القدير (٢: ٢٤١).
(٦) ينظر: المحرر الوجيز (٢: ٤٠٩).

<<  <   >  >>