للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الأخفش: "وأما (الجُودِيُّ) فثُقّلَ لأنها ياء النسبة فكأنه أضيف إلى الجُود ". اهـ (١)

وقال الراغب: " هو في الأصل منسوب إلى الجود". اهـ (٢)

وقال أبو البقاء: "قوله -تعالى-: {عَلَى الْجُودِيِّ}: بتشديد الياء، وهو الأصل". اهـ (٣)

وتشديد ياء النسب واجب لغةً باتفاق أهل اللغة، فلا يجوز تخفيفها؛ لئلا تلتبس بياء المتكلم المضاف إليها، ولأن النِّسبَة تصير لازمة للمنسوب، فصارَت هذه الإضافة - ياء النسب- أشدَّ مبالغة من سائِر الإضافات، فشدَّدُوا ياء النسب؛ ليدلوا على هذا المعنى (٤).

أما تخفيف ياء النسب في هذه القراءة فهو لاستثقال الياءين -ياءي النسب- (٥)، وهذا التخفيف -بحذف إحدى ياءي النسب- قليلٌ شاذ، وبابُه الشعر (٦).

قال الفراء عن هذه القراءة: "هي مما كَثُر به الكلام عند أهله فخُفِّف". اهـ (٧)


(١) معانى القرآن (١: ٣٨٣).
(٢) المفردات (١: ٢١١).
(٣) التبيان في إعراب القرآن (٢: ٧٠٠).
(٤) ينظر: علل النحو، لابن الوراق (١: ٥٢٩)، ملحة الإعراب، للحريري (١: ٦٤)، ضياء السالك إلى أوضح المسالك، لمحمد النجار (٤: ٢٥٢).
(٥) في النسب ياءان: الأُولَى منهما ساكنةٌ مدغمة في الأُخرى ويُكسر ما قبلها. ينظر: الأصول في النحو، لابن السراج (٣: ٦٣).
(٦) ينظر: المحتسب، لابن جني (١: ٣٢٣)، الصحاح، للجوهري (٢: ٤٦١)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (٢: ٧٠٠)، تفسير أبي حيان (٦: ١٦١).
(٧) معاني القرآن (٢: ١٦).

<<  <   >  >>