للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: رد قول المستدرَك عليه وإبطاله، وإصلاح خطئه، مع بيان وجه نقده أحياناً.

والثاني: تكميل نقص في قول المستدرَك عليه، وإزالة لبسه، وتوجيه السامع إلى معنى أولى منه لوجه من وجوه الترجيح التي تُذكر أحياناً (١).

وقد يقع الاتفاق على القول والاختلاف في الدليل أو التعليل.

كأن يقول المستدرِك: وقوله -أي قول المستدرَك عليه- هو الصحيح ولكن الدليل لا يصح، أو ولكن العلة التي ذكرها ليست صحيحة، أو لا تصلح كتعليل لذلك القول، ثم يثني بذكر الدليل الصحيح أو التعليل الملائم، وهذا يدخل في ردّ الخطأ وتصحيحه، وإكماله بذكر دليله أو علته.

ومن خلال أغراض الاستدراك نستشف بعضاً من فوائد دراسة الاستدراكات، ومن أبرزها:

١ - معرفة أصح الأقوال وأولاها بالقبول في تفسير كتاب الله -تعالى-.

٢ - أن هذه الاستدراكات أبرزت قواعد الترجيح (٢)، وساهمت في حصر وجوهها (٣).

٣ - معرفة أسباب الخطأ في التفسير (٤)، وإذا عُلمت تلك الأسباب اجتُنبت (٥).


(١) ينظر: استدراكات السلف في التفسير، لنايف الزهراني (ص: ٤٢٩).
(٢) من أبرز طرق معرفة قواعد الترجيح: تتبع استدراكات المفسرين ودراستها، ومن مصادر قواعد الترجيح: كتب التفسير التي عنيت بنقد الأقوال وتصحيحها. ينظر: قواعد الترجيح عند المفسرين، لحسين الحربي (١: ٩، ٢٩).
(٣) ينظر: استدراكات السلف في التفسير، لنايف الزهراني (ص: ٤٣٣).
(٤) معرفة أسباب الخطأ في التفسير ثمرة من ثمرات دراسة الاستدراكات، فإن الاستدراك سببه وقوع أحد المفسرين في خطأ، وعندما تُدرس الاستدراكات تُعرف أسباب الخطأ، وأسباب الخطأ في التفسير كثيرة، منها على سبيل المثال: عدم العلم بالسنة المفسرة للآيات، مثال ذلك: رأي ابن عباس -رضي الله عنهما- في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها ومخالفة أبي هريرة وغيره له. ينظر: صحيح البخاري (٦: ١٥٥)، كتاب التفسير، باب: {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}، ح (٤٩٠٩)، وصحيح مسلم (٢: ١١٢٢)، كتاب الطلاق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل، ح (١٤٨٥).
(٥) ينظر: استدراكات السلف في التفسير، لنايف الزهراني (ص: ٤٣٩).

<<  <   >  >>