للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبعد عندي هذا على معاذ - رضي الله عنه-، وهل كان فرعون إلا يدعي أنه إله، ويقلق بناء اللفظة على هذا التأويل". اهـ (١)

وقال السمين الحلبي معلقاً على قول ابن عطية: "يعني ابنُ عطية أنه كيف يقول فرعونُ ذلك، فيُقِرُّ بأنَّ ثَمَّ مَنْ يهدي إلى الرشادِ غيرُه، مع أنه يَدَّعي أنه إلهٌ؟ وهذا الذي عَزاه ابنُ عطية والزمخشري (٢) وابن جُبارة (٣) صاحب (الكامل) إلى معاذ بن جبل من القراءة المذكورة ليس في {الرَّشَادِ} الذي هو في كلامِ فرعونَ كما توهَّموا، وإنما هو في {الرَّشَادِ} الثاني الذي مِنْ قول المؤمنِ بعد ذلك.

ويَدُلُّ على ذلك ما قاله أبو الفضل الرازي في كتابه (اللوامح): "معاذ بن جبل: (سبيل الرشَّاد) الحرف الثاني بالتشديد، وكذلك الحسنُ".


(١) المحرر الوجيز (٤: ٥٥٧).
(٢) ينظر: تفسير الزمخشري (٤: ١٦٤).
(٣) ينظر: الكامل (ص: ٦٣١).::

<<  <   >  >>