للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستشهد أهل اللغة على معنى القس بالأبيات (١) السابق ذكرها، وهي التي ساقها الواحديّ في (البسيط) ونقلها عنه السمين الحلبيّ (٢).

٣ - أنها مما وقع الوفاق فيه بين اللغتين (٣)، وهو قول الواحديّ (٤).

وقال القرطبي: "ولفظ القِسِّيسِ إمَّا أن يكونَ عربياً، وإما أن يكون بلغة الرُّوم ولكن خَلَطَتْهُ العرب بكلامهم فصار مِن لغتهم؛ إذ ليس في الكتاب ما ليس مِن لغة العرب". اهـ (٥)

والراجح أنها موجودة في اللغتين، قد تكلم بها العرب والروم؛ وليس في القرآن ما ليس من لغة العرب على القول الراجح، ويكفي ما ورد في القرآن دليلاً على ذلك؛ فقد جاء في مواضع كثيرة من القرآن إثبات عربيته، منها قوله تعالى: ... {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: ٢٨]، وقوله: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٥].

* * *


(١) ينظر: العين، للخليل بن أحمد، مادة: قس (٥: ١٢)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: قس (٦: ١٧٤)، تاج العروس، للزبيدي، مادة: قسس (١٦: ٣٧٠).
(٢) ينظر: ص: ١٦٦ من الرسالة.
(٣) ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (٧: ٧).
(٤) ينظر: التفسير البسيط (٧: ٤٩٤).
(٥) تفسير القرطبي (٦: ٢٥٧).

<<  <   >  >>