للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو جعفر النحّاس: " {وَأَنْتُمْ}: مبتدأ، {تَعْلَمُونَ}: فعل مستقبل في موضع الخبر، والجملة في موضع الحال". اهـ (١)

وقال عبد الرحمن الأنباري: " {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} جملة اسمية في موضع نصب على الحال مِن المضمر في (تَكْتُموا) ". اهـ (٢)

وأجاز ابنُ عطية وجهًا آخر حيث قال: "ويحتمل أن تكون شهادة عليهم بعلم حق مخصوص في أمر محمد - عليه السلام-، ولم يشهد لهم بالعلم على الإطلاق، ولا تكون الجملة على هذا في موضع الحال" اهـ (٣)، يعني أن الجملة معطوفة، وليست حالية (٤).

وهذا الوجه الذي أجازه ابنُ عطية لا حاجة إليه، فعطْفُ الجُملة الخبرية الثبوتية {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} على ما قبلها مِن جملة النهي {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ} وإن كان جائزًا من الناحية النحوية، إلاّ أن معنى الآية وتفسيرها لا يدل على ذلك، وليس كل ما جاز في النحو جاز في إعراب القرآن، بل لابد مِن اختيار الوجه الإعرابي الموافق لتفسير الآية.


(١) إعراب القرآن (١: ٥٠).
(٢) البيان في إعراب غريب القرآن (١: ٨٠).
(٣) المحرر الوجيز (١: ١٣٦).
(٤) ينظر: تفسير أبي حيان (١: ٢٩١).

<<  <   >  >>