للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضعّفه أبو حيان قائلاً: "وهذا لا يظهر؛ فإنَّ التمييز كما قسّمه النحاةُ ينقسم إلى منقولٍ وغيرِ منقول (١)، وأقسامه في النوعين محصورة، وليس هذا واحدًا منها". اهـ (٢)

وضعّفه أيضًا السمين الحلبي؛ لأنه ليس قبله ذات مبهمة تحتاج إلى تفسير (٣)، وقد تقرر في علم النحو أنّ التمييز هو الاسم المنصوب لما أبهم من الذوات (٤).

الثالث: أنه منصوب على الإغراء، والتقدير: آمنوا بالقدر المقدور، أو الزَموا كتاباً مؤجلاً وآمِنوا بالقدر.

ذكره الثعلبيّ (٥) قولاً محتملاً (٦)، وهو قول بعيد (٧)؛ فليس المعنى على ذلك (٨).


(١) تمييز النسبة على نوعين: الأول: تمييز محول. وهو ثلاثة أقسام:
١ - محول عن الفاعل نحو: حَسُنَ الشاب خلقًا.
٢ - محول عن المفعول نحو: وفَّيتُ العمال أجوراً.
٣ - محول عن غيرهما كالمحول عن المبتدأ. النوع الثاني: تمييز غير محول. نحو: امتلأ الإناء ماءً، فـ (ماءً) تمييز غير محول عن شيء، بل هو تركيب وضع ابتداء هكذا. ينظر: شرح قطر الندى، لابن هشام (ص: ٢٤٠).
(٢) تفسير أبي حيان (٣: ٣٦٦).
(٣) ينظر: الدر المصون (٣: ٤١٩).
(٤) ينظر: شرح الكافية الشافية، لابن مالك (٢: ٧٧٥)، الآجرومية، لابن آجروم (ص: ١٩)، الحدود في علم النحو، للشهاب الأبذي (ص: ٤٧٦).
(٥) أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعْلَبِيّ، أبو إسحاق، الإمام، الحافظ، العلاّمة، المفسّر، عالماً بارعاً في اللغة، من تصانيفه: تفسيره المسمى (الكشف والبيان في تفسير القرآن)، و (عرائس المجالس) في قصص الأنبياء، توفي سنة ٤٢٧ هـ. ينظر: معجم الأدباء، لياقوت الحموي (٢: ٥٠٧)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٧: ٤٣٥)، طبقات المفسرين، للسيوطي (ص: ٢٨).
(٦) ينظر: تفسير الثعلبي (٣: ١٧٩).
(٧) ينظر: تفسير أبي حيان (٣: ٣٦٦)، إعراب القرآن وبيانه، لمحي الدين درويش (٢: ٦٥).
(٨) ينظر: الدر المصون (٣: ٤١٩).

<<  <   >  >>