للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو حيان: "قيل: الاستثناء من قوله: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، والمراد به المؤمنون، فإن القسوة زالت عن قلوبهم، وهذا فيه بُعد". اهـ (١)

فهو ضعيف جدًا وغير ظاهر، لاسيما مع طول الفصل بين المستثنى والمستثنى منه، ولأنّ جعْل قلوبهم قاسية متفرع عن {نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} ونقض الميثاق يستلزم القساوة البتة (٢).

والأقوال الثلاثة الأولى هي الأقوى والأظهر، وجميعها تؤدي لمعنى واحد وهو أن الاستثناء في الأشخاص لا الأفعال.

أمّا القول الرابع الذي جعله ابنُ عطية قولاً محتملاً وضعفه السمين ففيه ضعف للأسباب التي تمّ بيانها.

أمّا القول الخامس فهو أضعف الأقوال ولا وجه يقويه، ولم يرجحه أحد من العلماء، والذين أشاروا إليه ضعّفوه.

وعليه: فاستبعاد السمين للقول الذي ذكره ابنُ عطية في محله، إلا أنَّ ابن عطية لم يُخطئ بذكره لهذا القول -أنّ الاستثناء في الأفعال-؛ فهو قد ذكره احتمالاً ولم يبدأ به ولم يرجحه.

* * *


(١) تفسير أبي حيان (٤: ٢٠٦).
(٢) ينظر: تفسير المظهري (٣: ٦٧).

<<  <   >  >>