للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قاله: الزمخشري (١)، وابنُ جُزَي (٢)، وغيرهما (٣).

قال الزمخشري في احتجاجه لهذا الوجه: "الواجب أن يكون {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} منصوباً بفعل مضمر لا بهذا الظاهر، وموجب ذلك أنّ قوله: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} بدل من {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}، فلو جعلت ناصبه هذا الظاهر لم يصح، لأنّ كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن، ولم يكونوا كثيراً في جميعها، فبقى أن يكون ناصبه فعلا خاصاً به". اهـ (٤)

وقال ابنُ جُزَي: "وهذا أحسن لوجهين: أحدهما: أن قوله: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} مختص بحنين، ولا يصح في غيره من المواطن؛ فيضعف عطف {يَوْمَ حُنَيْن} على المواطن؛ للاختلاف الذي بينهما في ذلك، والآخر: أن مواطن ظرف مكان، و {يَوْمَ حُنَيْن} ظرف زمان، فيضعف عطف أحدهما على الآخر، إلا أن يريد بالمواطن الأوقات". اهـ (٥)

وقد رُدّ على ذلك بأن إبدال قوله: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} منه لا يمنع أن يعطف على موضع {فِي مَوَاطِنَ} فإنه لا يقتضي تشاركهما فيما أضيف إليه المعطوف حتى


(١) ينظر: تفسير الزمخشري (٢: ٢٥٩).
(٢) ينظر: تفسير ابن جزي (١: ٣٣٤).
(٣) ينظر: تفسير أبي السعود (٤: ٥٥)، البحر المديد، لابن عجيبة (٢: ٣٦٩)، فتح القدير، للشوكاني (٢: ٣٩٦)، إعراب القرآن، لأحمد الدعاس (١: ٤٥١).
(٤) تفسير الزمخشري (٢: ٢٥٩).
(٥) تفسير ابن جزي (١: ٣٣٤).

<<  <   >  >>