للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ناقشَ الآلوسي هذا الوجه بشيء من التفصيل حيث قال: "واعترض القول بعدم ترتب الغرض على التدبير بأن الغرض ليس إلا دفع إصابة العين لهم وقد تحقق بدخولهم متفرقين.

وأجيب بأن المراد بدفع العين أن لا يمسهم سوء ما، وإنما خصت إصابة العين لظهورها، وقيل: إن ما أصابهم من العين أيضًا فلم يترتب الغرض على التدبير بل تخلف ما أراده - عليه السلام- عن تدبيره، وتعقب بأنه تكلف، واستظهر أن المراد أنه - عليه السلام- خشي عليهم شر العين فأصابهم شرٌ آخر لم يخطر بباله فلم يفد دفع ما خافه شيئًا، وحينئذ يدعي أن دخولهم من حيث أمرهم أبوهم كان مفيدًا لهم من حيث إنه دفع العين عنهم، إلا أنه لَمَّا أصابهم ما أصابهم مِن إضافة السرقة إليهم وافتضاحهم بذلك مع أخيهم بوجدان الصواع في رَحْلِه وتَضاعُف المصيبة على أبيهم لم يُعد ذلك فائدة، فكأن دخولهم لم يفدهم شيئًا". اهـ (١)

٢ - أنّ جواب {لَمَّا} هو قوله: {آوَى}، وهو جواب {لَمَّا} الأولى: ... {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ}، وجواب {لَمَّا} الثانية: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ}.

قاله: أبو البقاء (٢)، والمنتجب الهمذاني (٣).


(١) تفسير الآلوسي (٧: ٢٠).
(٢) ينظر: التبيان في إعراب القرآن (٢: ٧٣٨).
(٣) ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (٣: ٦١٠).

<<  <   >  >>