للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الأنباري مجوزًا هذا الوجه: " أن يكون مرفوعًا؛ لأنّه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: هي جنّتان". اهـ (١)

٣ - أنَّ قوله: {جَنَّتَانِ} مبتدأ، وخبره في قوله: {عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}.

قاله ابنُ عطية (٢).

وضُعّف بأنّ {جَنَّتَانِ} نكرة لا مسوّغ للابتداء بها، وإن قيل بأنّ في الكلام صفة محذوفة والتقدير: جنتان لهم، أو جنتان عظيمتان؛ ففي ذلك فصل للكلام عمّا قبله (٣).

ثانياً: المناقشة والترجيح:

الراجح أنّ قوله: {جَنَّتَانِ} بدل مِن {آيَةٌ}؛ وذلك لأنه تكملة لما قبله (٤)، فقوله: {جَنَّتَانِ} هو عبارة عن تفسير وبيان للآية، حتى إنّ بعض النحويين يُسمّون البدل: تفسير، كما في هذه الآية (٥)، فقد عللوا رفع {جَنَّتَانِ} بأنها تفسير للآية.

وليس هذا القول بضعيف كما توهم ابنُ عطية، بل هو أقوى الأقوال، ولا يُشترط في البدل المطابقة إفرادًا وغيره (٦).


(١) البيان في إعراب غريب القرآن (٢: ٢٣١).
(٢) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ٤١٣).
(٣) ينظر: تفسير أبي حيان (٨: ٥٣٤)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ٣٦٧)، تفسير الآلوسي (١١: ٣٠٠).
(٤) ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (٢٢: ١٦٦).
(٥) ينظر: معاني القرآن، للفراء (٢: ٣٥٨)، نحو القراء الكوفيين، لخديجة مفتي (ص: ٣٤٣).
(٦) ينظر: الدر المصون (٩: ١٧٠)، تفسير الآلوسي (١١: ٣٠٠).

<<  <   >  >>