للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على اختلاف ألوانها وطبائعها فليس من موسى - عليه السلام- فثَبَتَ أنّ هذا كلام اللَّه".اهـ (١)

ووجّه بعضهم هذا القول بأنه مِن كلام موسى- عليه السّلام- على أن يكون قد سمعه من الله - عز وجل- فأدرجه بعينه في كلامه، ولذا قال: {لَكُمُ} دون: لنا، وهو من قبيل الاقتباس (٢).

والراجح من هذه الأقوال: القول الأول وهو أنّ كلام موسى - عليه السّلام- قد تمّ عند قوله: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}، وما بعده جملة مستأنفة من كلام الله -تعالى-.

وجعْلُ قوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} من كلام موسى، وما بعده: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} من كلام الله - وهو قول ابن عطية- خلافُ الظاهر (٣)، وفيه إفساد للنظم، فالفاء في {فَأَخْرَجْنَا} متعلقة بما قبلها، فلا يجوز جَعْلُ هذا كلام الله -تعالى- وجَعْلُ ما قبله كلام موسى - عليه السلام- (٤).


(١) تفسير الفخر الرازي (٢٢: ٦١).
(٢) ينظر: تفسير الآلوسي (٨: ٥١٨).
(٣) ينظر: تفسير أبي السعود (٦: ٢١).
(٤) ينظر: تفسير الفخر الرازي (٢٢: ٦١).

<<  <   >  >>