للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورجح السمين الحلبي تقديرَ الزمخشري؛ قال: "وهذا أحسنُ للدلالة اللفظية والمعنوية"، بخلاف تقدير ابن عطية؛ قال: "فإنه للدلالة المعنوية فقط". (١)

وقدره أبو البقاء: "والأرحامُ واجبة الوصل" (٢).

ولا تعارض بين هذه التقديرات، ولكل منها ما يؤيده من القراءات المتواترة وتفسير الصحابة والتابعين.

فتقدير الزمخشري يؤيده القراءة بالجر (والأرحامِ)، والتفسير الوارد في الآية بأن معناها قولهم (٣): أسألك بالله وبالرحم (٤).

وتقدير ابن جني وابن عطية وأبي البقاء يؤيده القراءة بالنصب (والأرحامَ)، والتفسير الوارد في الآية بأن معناها: اتقوا الله وصلوا الأرحام، أو اتقوا الأرحام أن تقطعوها (٥).

* * *


(١) الدر المصون (٣: ٥٥٤).
(٢) إعراب القراءات الشواذ (١: ٣٦٤)
(٣) ذهب بعض العلماء إلى أن قولهم: "أسألك بالله وبالرحم" لا يدخل في الحلف بغير الله إنما هو توسل إلى الغير بحق الرحم فلا نهي فيه، وذهب آخرون إلى أن هذا حكاية عما كانوا عليه في الجاهلية، فحضهم على صلة الرحم ونهاهم عن قطعها، ونبههم على أنها بلغ من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون بها، ثم لم يقرهم الشرع على ذلك التساؤل بل نهاهم عنه، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرم، فمجيء هذا الفعل عنهم في الماضي لا ينافي ورود النهي عنه في المستقبل. ينظر: تفسير القرطبي (٥: ٤)، إبراز المعاني من حرز الأماني، لأبي شامة الدمشقي (١: ٤١٠)، اللباب في علوم الكتاب، لابن عادل الحنبلي (٦: ١٤٦).
(٤) وهو تفسير مجاهد والحسن وإبراهيم النخعي. ينظر: تفسير سفيان الثوري (ص: ٨٥)، تفسير الطبري (٧: ٥١٩)، تفسير الماوردي (١: ٤٤٧)، تفسير السمعاني (١: ٣٩٤)، الدر المنثور، للسيوطي (٢: ٤٢٤).
(٥) وهو تفسير ابن عباس وعكرمة وقتادة والسدي. ينظر: تفسير سفيان الثوري (ص: ٨٥)، تفسير الطبري (٧: ٥٢١)، تفسير الماوردي (١: ٤٤٧)، الدر المنثور، للسيوطي (٢: ٤٢٤).

<<  <   >  >>