للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم دخلت سنة أربع وثمانين وخمسمائة فشتى السلطان في هذه السنة بعكا ثم سار بمن معه وقصد كوكب وجعل على حصارها أمير يقال له قايماز النجمي وسار منها في ربيع الأول ودخل دمشق ففرح الناس بقدومه وكتب إلى الأطراف باجتماع العساكر وأقام في دمشق خمسة أيام وسار من دمشق منتصف ربيع الأول ونزل على بحيرة قدس غربي حمص فأتته العساكر بها فأولهم عماد الدين زنكي صاحب سنجار ونصيبين. ولما تكاملت عساكره رحل ونزل تحت حصن الأكراد وشن الغارات على بلاد الإفرنج وسار من حصن الأكراد فنزل على أنطرسوس فوجد الإفرنج قد أخلوا أنطرسوس فسار إلى مرقية فوجدهم قد أخلوها أيضاً فسار تحت المرقب وهو الأسبتار فوجده لا يرام ولا لأحد فيه مطمع فسار إلى جبلة ووصل إليها ثامن جمادى الأولى وتسلمها حالة وصوله فجعل فيها لحفظها الأمير سابق الدين عثمان بن الداية صاحب شيزر ثم سار السلطان إلى اللاذقية فوصل إليها في الرابع والعشرين من جمادى الأولى ولها قلعتان فحصر القلعتين. ولما ملك السلطان اللاذقية سلمها إلى الملك المظفر تقي الدين فعمرها وحصن قلعتيها. وكان تقي الدين عظيم الهمة في تحصين القلاع والغرامة عليها كما فعل بقلعة حماة ثم رحل السلطان عن اللاذقية في التاسع والعشرين من جمادى الأولى إلى صهيون فحاصرها وضايقها وطلب أهلها الأمان فلم يجبهم إلا على أمان أهل القدس فيما يؤدونه فأجابوا إلى ذلك وتسلم السلطان قلعة صهيون وسلمها إلى أمير من أصحابه يقال له ناصر الدين ثم فرق عسكره في تلك الجبال فملكوا حصن بلاطنوس وكان الإفرنج الذين به قد هربوا منه وأخلوه وملكوا حصن العبد وحصن الجماهونين ثم سار السلطان من صهيون ثالث جمادى الآخرة ووصل إلى قلعة بكراس فأخلاها أهلها وتحصنوا بقلعة الشفر فحصرها ووجدها منيعة وضايقها فألقى الله تعالى في قلوب أهلها الفزع وطلبوا الأمان وتسلمها يوم الجمعة سادس جمادى الآخرة بالأمان فأرسل السلطان الملك الظاهر صاحب حلب فحاصر سرمينية وضايقها وملكها واستنزل أهلها على قطيعة قررها عليهم وهدم الحصن وفي أثره وكان في الحصن وفي الحصون المذكورة من أسرى المسلمين الجم الغفير فأطلقوا وأعطوا الكسوة والنفقة ثم سار السلطان من الشفر إلى

<<  <   >  >>