تنبيه لطيف: وبعد هذا الكلام عن عبادة الاستغفار والتوبة ننبه على أنهما يعدان من ذكر الله، ولكن لأثرهما العظيم على صلاح القلب جعلتهما في هذا المبحث والله الموفق والمعين، ولعلي أنبه أكثر على علاقتهما بعمل القلب في الجانب التطبيقي.
[المطلب الثالث: مجاهدة النفس على الإخلاص والمتابعة ومحاسبتها على ذلك.]
وقد سبق الكلام على الإخلاص والمتابعة، ولكن في هذا المسألة نركز على قضية مجاهدة النفس على الإخلاص لله تعالى والمتابعة لهدي النبي ﷺ في عبادة الذكر والدعاء وغيرها.
والمقصود بالمجاهدة هنا: هو حمل النفس على عبادة الإخلاص والمتابعة وتفقدها في ذلك، وكفها عن ضد ذلك من: الرياء والعجب وتعلق القلب بغير الله، وتفقد القلب وتطهيره من الآفات التي تفسد الإخلاص والمتابعة، والمحاسبة الدقيقة المستمرة على ذلك حتى يتطهر القلب من الأمراض والآفات.
وقال تعالى لبيان أثر المجاهدة: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: ٦٩].