للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأذكار الشرعية التي كان يقولها سيد الخلق أجمعين، وخير الأنبياء والمرسلين، وإمام وقدوة المخبتين الذاكرين، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين" (١).

والأمثلة على الأذكار الصوفية المبتدعة كثيرة ونكتفي بما سبق.

[المطلب الثاني: من أسباب تعلق القلب بغير الله.]

ومن الأسباب العظيمة المؤدية إلى الانحراف في عبادة الذكر والدعاء، تعلق القلوب بغير الله، وهذا التعلق له أسباب، منها:

الأول: عدم تقدير الله حق قدره، ونقل حقه تعالى- من التقدير له تعالى حق التقدير- لغيره.

وهذا هو السر العظيم وأعظم الأسباب الذي إذا اختل سقط الإنسان في الضلال العظيم، واحتوشته شياطين الإنس والجن، وقادوه إلى الضلال وهو يحسب أنه على الحق، لعدم تقديره لله حق التقدير يقول الله تعالى عنهم: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ٧٣ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٧٣ - ٧٤].

ويقول سبحانه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧].

وقال تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤].


(١) فقه الأدعية والأذكار (١/ ١٩٧ - ٢٠٠).

<<  <   >  >>