للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُتيتُ، فبات ليلةً مزريًا على نفسه، وألزم الملامة نفسه، فقُضِيت حاجته» " (١). انتهى ما اختصرته من كتاب إغاثة اللهفان (٢).

[المطلب الرابع: تعلق القلب بالله وأثره على عبادة الذكر والدعاء.]

من أبرز آثار محبة الله والخوف منه ورجائه ومعرفته حق المعرفة تعلق القلب به ، وإذا تعلق القلب بالله ظهرت آثار ذلك على المؤمن، ومن تلك الآثار كثرة ذكره لله، مع كثرة إلحاحه على الله في دعاء خاشع مستمر لا يتوقف العبد عنه في كل الأحوال، وسيأتي مزيد بيان لهذا، ولتعلق القلب بالله علامات كثيرة، ودونك أبرزها في المسائل الآتية:

[المسألة الأولى: شدة محبته لله تعالى.]

ومن العلامات الدالة على تعلق قلب المؤمن بربه شدة حبه له، قال تعالى عن المؤمنين بالله حقًّا: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥].

قال ابن كثير في تفسيره: "ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئًا، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجؤون في جميع أمورهم إليه" (٣).


(١) قال محقق إغاثة اللهفان: لم أقف عليه.
(٢) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (١/ ١٤٣ - ١٥٤ ط عطاءات العلم).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ٤٧٦).

<<  <   >  >>