للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث: دور علماء السوء وأئمة الضلال (١).

وهذا السبب من أعظم أسباب الانحراف في الأمة، حينما زين لها دعاة السوء وعلماء الضلال طرائق الشرك واجتهدوا في إبعاد الأمة عن الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ونفروها من العلماء الصالحين المعتصمين بالكتاب والسنة تارة بتشويه سمعتهم وزعمهم انهم يكرهون الأنبياء والأولياء، وتارة بنسبتهم إلى فرق الضلال التي تحارب الله ورسوله، ويزعمون لاتباعهم أن هؤلاء كذلك يحاربون الله ورسوله مثل نبزهم لمن يتبعون مذهب السلف بالحشوية (٢) قديماً وبالوهابية (٣)


(١) ينظر في هذا: الدعاء ومنزلته الشرعية في العقيدة (١/ ٤٤٨ - ٤٥٢).
(٢) وهي كلمة ذم عند الفرق المنحرفة لأهل المنهج الحق السنة والجماعة يصفونهم بضعف العقل وضعف الفهم لتنفير الناس منهم.
(٣) ويقصدون بهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة السلفية الذين ينشرون العقيدة الصحيحة في الأرض، فيسمونهم بمثل هذه المسميات لتنفير الناس عنهم وعن دعوة الإسلام التي يدعون إليها، يقول الشيخ الدكتور محمد بن سعد الشويعر في مقدمة كتابه تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية (ص ٩ - ١٠) عن" سبب التأليف
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد،
كنت قد أخرجت كتاباً صغيراً باسم تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية يقع في ١١٠ صفحات تقريباً وطبع للمرة الأولى بتطوان بالمغرب عام ١٤٠٧ هـ وطبعته دار المعارف بالرياض الطبعة الثانية عام ١٤١٣ هـ، أوضحت فيه بأن خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأعداء دين الله الحق، من أرباب المصالح الدنيوية ممن يريدون إطفاء نور الله والتصدي لمن يريد أن يحقق التوحيد الذي أمر به الله وأرسل به رسله من أولهم إلى آخرهم: دعوة وتطبيقاً وتنقية من مداخل الشرك.
فوجدوا دعوة خارجية أباضية في شمال إفريقيا نشأت في القرن الثاني الهجري باسم الوهابية نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضي، ووجدوا فتاوى من علماء المغرب والأندلس ممن عاصرها أو جاء بعدها فأرادوا شيئاً عاجلاً يحقق الغرض وينهض الهمم لإسكات الدعوة الجديدة خوفاً من توسع الدائرة الإسلامية حيث قامت الدولة السعودية الأولى مناصرة للدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - فتصافحت يداً الإمامين: محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في عام ١١٥٧ هـ على القيام بهذه الدعوة نصرة لدين الله وأداء لأمانة التبليغ.
فوفق الله ولقيت الدعوة قبولاً وتأييداً حيث امتدت إلى العام الإسلامي كله وتأثر بها العلماء من الحجاج وبدأوا في نشرها في بلادهم .... فخاف المنتفعون دنيوياً من آثارها ووجدوا الضالة في الوهابية الرستمية، المدفون خبرها في سجلات التاريخ فنبشوا في فتاوى العلماء حولها وكانت فرصة بإلباس الثوب القديم للدعوة الجديدة ووجدت الإشاعة صدى في النفوس لأن أرباب المنافع الدنيوية جهدوا في التمويه والتشويه والناس عادة يتلقفون الكذب أكثر من اهتمامهم وتحريهم للصدق .. ". للتوسع في هذا ينظر لزاماً: كتاب تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية.

<<  <   >  >>