وما عدا ذلك فهو توسل غير مشروع، وله أمثلة كثيرة منها:
"الوجه الأول: التوسل إلى الله تعالى بذات وشخص المتوسل به.
كأن يقول المتوسل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان
- ولا يعني إلا ذاته وشخصه - أن تقضي حاجتي.
الوجه الثاني: التوسل إلى الله تعالى بجاه أو حقه أو حرمته أو بركته كأن يقول المتوسل:
اللهم إني أتوسل إليك بجاه فلان عندك أو بحقه عليك، أو بحرمته، أو
بركته أن تقضي حاجتي.
الوجه الثالث: الإقسام على الله بالمتوسل به كأن يقول:
اللهم أقسم عليك بفلان أن تقضي لي حاجتي.
وقد أجاز المستحلون للتوسل الممنوع كل هذه الأوجه الثلاثة، والحقيقة أنها جميعاً باطلة وفاسدة ومخالفة لأصول الدين ونصوصه.
وإليك البيان:
أخي القارئ الكريم: لا يستطيع المستحلون للتوسل بهذه الأوجه الثلاثة أن ينكروا بأنهم يستحلونها ويدعون الناس إلى التوسل بها بل ويقولون: إنها من القربات التي يتقبل الله بها الدعاء ويستجيبه.
بينما نقول نحن: بأنها باطلة ومنعها الشرع ولم يأذن بها إذن فإنه توسل ممنوع، فلا يجوز لأحد أن يعمل به؟ لا شك أننا قد تنازعنا في هذا الأمر واختلفنا فيه ولسنا أول من اختلف فقد اختلف من قبلنا فليس بدعاً أن نختلف وليس غريباً أن نتنازع، فما دامت المفاهيم مختلفة لا بد أن يقع الاختلاف فهذا مما قدره الله بين عباده، فكما أنه ﷻ قدر وقوع الخلاف، فكذلك قد قدر سبحانه الوفاق وأوصانا ﷿ إن اختلفنا أن نحتكم إلى الله ورسوله أي إلى كتاب الله وسنة نبيه ﷺ فقد قال عز من قائل: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩]،