للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيّا﴾ [مريم: ٥٨].

وقال تعالى: ﴿وَقُرْآنا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ١٠٦ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ١٠٨ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعا﴾ [الإسراء: ١٠٦ - ١٠٩].

ومما يعين على الإكثار من ذكر الله تعالى، وكثرة دعائه، مع الاستمرار والحرص على عدم الانقطاع، اليقين بما رتّبه الله من أثر هذه العبادة على صاحبها في الدنيا والآخرة من ثواب عظيم وحفظ ورعاية في الدين والدنيا، وسيأتي تفصيل ذلك في مبحث خاص.

[المطلب الخامس: التوكل وأثره على عبادة الذكر والدعاء.]

أولًا: التعريف:

قال ابن عباس في معنى التوكل: "هو الثقة بالله" (١).

وقال الإمام أحمد : "وجملة التوكل: تفويض الأمر إلى الله -جل ثناؤه- والثقة به" (٢).

وعرفه ابن رجب بقوله: "التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله ﷿ في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكلة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه" (٣).

وقال الجرجاني عليه رحمة الله: "التوكل: هو الثقة بما عند الله، واليأس عما في أيدي الناس" (٤).


(١) زاد المسير في علم التفسير (١/ ٣٢٠) لابن الجوزي.
(٢) شعب الإيمان (٢/ ٣٩٠).
(٣) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٩٧).
(٤) التعريفات (٧٠).

<<  <   >  >>