للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول شيخ الإسلام : "أنواع الأذكار مطلقاً بعد القرآن، أعلاها ما كان ثناءً على الله" (١)، من مثل ماورد في دعاء الاستفتاح: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» (٢).

ثم ما كان إنشاءً من العبد، مثل حديث دعاء النوم الذي سبق" وجهت وجهي إليك .. ".

ثم ما كان دعاءً من العبد، مثل قوله في دعاء الاستفتاح: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» (٣).

[القسم الثاني: غير المأثور وضوابطه.]

أولاً: المقصود به هو ما ينشئه العبد من ذكر مطلق لحاجة تعرض له، فيدعو ربه بلفظ من عنده (٤).

مما ينبغي التنبيه عليه هنا ضرورة لزوم الهدي النبوي في الذكر والدعاء لأنهما عبادة، والعبادة تبني على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع، وقد جاء البيان عن ذلك في الكتاب والسنة شافياً كافياً، فلا مجال للزيادة عليه، "ولهذا فإن المتأكد على كل مسلم في هذا الباب العظيم أن يجتهد في طلب هدي النبي في الدعاء، وأن يحرص أشد الحرص على معرفة سبيله فيه؛ ليقتفي آثاره، وليسير على نهجه، وليلزم طريقته صلوات الله وسلامه عليه.


(١) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٣٧٦).
(٢) أخرجه أبو داود (١/ ٢٠٦ ت محيي الدين عبد الحميد) ح (٧٧٦)، والترمذي (٢/ ١١ ت شاكر) ح (٢٤٣)، وابن ماجه (١/ ٢٦٤ ت عبد الباقي) ح (٨٠٤)، والحاكم (١/ ٣٦٠) ح (٨٥٩) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في
صحيح الجامع الصغير (٢/ ٨٥٣) ح (٤٦٦٧).
(٣) أخرجه البخاري (١/ ١٤٩ ط السلطانية) ح (٧٤٤)، ومسلم (٢/ ٩٨ ط التركية) ح (٥٩٨).
(٤) ينظر: فقه الأدعية والأذكار (٢/ ٤٩ - ٥٣).

<<  <   >  >>