للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: الخوف والخشية والرجاء وأثرها على عبادة الذكر والدعاء، وفيه مسألتان.]

[المسألة الأولى: الخوف والخشية.]

أولاً: التعريف:

عرفهما الراغب بقوله: "الخَوْف: توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، كما أنّ الرّجاء والطمع توقّع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة، ويضادّ الخوف الأمن، ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية" (١). أما الخشية فقال عنها: "الخَشْيَة: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خصّ العلماء بها في قوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨] " (٢).

وقال الجرجاني : "الخوف: توقع حلول مكروه، أو فوات محبوب" (٣).

ويقول ابن القيم عن معنى الخشية: "والخشية أخص من الخوف، فإن الخشية للعلماء بالله، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨]، فهي خوف مقرون بمعرفة" (٤).


(١) المفردات (٣٠٣).
(٢) المفردات (٢٨٣).
(٣) التعريفات (١٠١).
(٤) مدارج السالكين (١/ ٥٠٨).

<<  <   >  >>