للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: خشوع القلب وطمأنينة التي تؤثر على الروح والجسد.]

وللذكر أثر عظيم على طمأنينة القلب وخشوعه، وكذلك الدعاء له أثره الكبير على القلب والروح والجسد، وعلى حياة العبد في حصول المطالب وقضاء الحاجات، ودفع المصاعب والأخطار.

ودعاء الله على رأس الذكر لله تعالى، وقال تعالى في بيان أثر الذكر على القلب: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨].

دلت الآية على أثر ذكر الله على قلب المؤمن، فهو يأنس ويطيب ويسكن بذكر الله تعالى (١).

وهو يجلب لقلب الذاكر الفرح والسرور والراحة والطمأنينة والاستقرار واللذة والخشوع، ويزيل ما في القلوب من اضطراب وقلق وهم وحزن، ويبدل ذلك بالأنس والراحة والفرح، وحقيق بالقلوب وحري بها ألا تطمئن لشيء سوى ذكره (٢).

بل إن الذكر هو حياة القلب حقيقة، وهو قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته، فلا حياة للقلب حقيقة إلا بذكر الله، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء" (٣).

ومن أسباب الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية مجالس الذكر، كما في الحديث يقول : «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ ﷿ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (٤).


(١) ينظر: تفسير الطبري (١٦/ ٤٣٢).
(٢) فقه الأدعية والأذكار (١/ ١٧ - ١٨).
(٣) ينظر: الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (١/ ٩٦).
(٤) أخرجه مسلم (٨/ ٧٢ ط التركية) ح (٢٧٠٠).

<<  <   >  >>