للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأذن به الله، والله تعالى يقول: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاؤُا شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: ٢١]، ثم تجدهم مع ذلك يعظمون أورادهم هذه ويعلون من شأنها، ويرفعون من قدرها، ويقدمونها على الأوراد الصحيحة والأدعية الثابتة عن رسول الله أفضل الخلق وأكملهم ذكرا ودعاء لربه سبحانه.

قال القاضي عياض : " أذن الله في دعائه، وعلم الدعاء في كتابه لخليقته، وعلم النبي الدعاء لأمته، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء: العلم بالتوحيد، والعلم باللغة، والنصيحة للأمة، فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه ، وقد احتال الشيطان للناس من هذا المقام، فقيض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي " (١).

وقال الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: " فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه، ولا يقول أختار كذا؛ فإن الله قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون " اه (٢).

فالواجب على من أراد لنفسه الفضيلة والسلامة والتمام والرفعة أن يلزم هدي النبي الكريم ويتقيد بسنته، ويدع ما أحدثه المحدثون وأنشأه المبطلون مما لا أصل له ولا أساس إلا اتباع الأهواء" انتهى بطوله لأهميته من كتاب فقه الأدعية والأذكار (٣).

ثانياً: ضوابط الذكر الذي يخترعه العبد.

ودونك ملخصة من كتاب ذكر الله بين الاتباع والابتداع (٤):

- الإخلاص لله تعالى، وتوجه القلب إليه والحذر من الشوائب التي تنقض الإخلاص.


(١) نقله عن القاضي عياض صاحب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (١/ ١٧).
(٢) تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن (٤/ ٢٣١).
(٣) فقه الأدعية والأذكار (٢/ ٤٩ - ٥٣).
(٤) ينظر: ذكر الله تعالى بين الاتباع والابتداع (٩١ - ٩٢).

<<  <   >  >>