للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان على نفسه وولده وماله بالشر، فيقول: اللهم أهلكه والعنه عند ضجره وغضبه، كدعائه بالخير: يقول: كدعائه ربه بأن يهب له العافية، ويرزقه السلامة في نفسه وماله وولده، يقول: فلو استجيب له في دعائه على نفسه وماله وولده بالشر كما يستجاب له في الخير هلك، ولكن الله بفضله لا يستجيب له في ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل .. " (١)، ثم نقل بأسانيده عن أهل التفسير، ومن ذلك: "عن قتادة، قوله: ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾: "يدعو على ماله، فيلعن ماله وولده، ولو استجاب الله له لأهلكه" عن مجاهد، ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ قال: "ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته، فيعجل: فيدعو عليه، ولا يحب أن يصيبه" (٢).

وجاء نص من السنة في التحذير من ذلك، فقال : " .. لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ" (٣).

"ولهذا ينبغي على المسلم أن يعود نفسه الدعاء لنفسه وولده وماله بالخير والنماء والبركة والصلاح ونحو ذلك، وأن يملك نفسه ولا سيما عند غضبه من أن يدعو على نفسه أو ولده أو

ماله بالهلاك أو الشر أو الفساد، فقد يستجاب له في ذلك فيندم ويتحسر، مع أنه هو الذي

دعا بذلك وطلبه، وإنا لنرجو الله أن يهدينا جميعا سواء السبيل، وأن يوفقنا لكل خير يحبه

ويرضاه في الدنيا والآخرة" (٤).


(١) تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر (١٤/ ٥١٢).
(٢) تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر (١٤/ ٥١٣ - ٥١٤).
(٣) أخرجه مسلم (٨/ ٢٣٣ ط التركية) ح (٣٠١٤).
(٤) فقه الأدعية والأذكار (٢/ ٢٥٩).

<<  <   >  >>