للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعائشةُ من هذا القبيل، لقوله: "ولا عليك ألَّا تعجلي حتى تستأمري أبويك" (١).

وهو تقييدٌ يرتبط (٢) به إطلاق (الشرح) (٣) و (الروضة) (٤)، ولم يقف ابن الرفعة (٥) على هذا النقل، فقال في "شرح الوسيط": "وفي طرد ذلك في بقية أزواجها كُلِّهنَّ نظرٌ، من جهة أن المُهَلَ في التخيير إنما قيل لعائشة فقط، وسببه - والله أعلمُ - أنها كانت أحدثَ نسائه سنًا، وأحبَّ نسائه إليه فكان قوله لها: "لا تبادريني بالجواب" خوفًا أن تَبْتَدِرَه باختيار الدنيا. ومغبَّتُه (٦) ألا يَطَّرِد الحكمُ في غيرها، لا سيما إذا نظرنا إلى ما جاء في "الصحيح" من تخصيص ذلك بها كان (٧) ذلك ينزل منزلة


(١) من حديث التخيير وقد تقدم قبل قليل.
(٢) في النسخة المطبوعة: مرتبط، أثبتناه من (أ) و (ب).
(٣) يعني "الفتح العزيز في شرح الوجيز" لأبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي الفقيه الشافعي المصنف المتوفى سنة ٦٢٣ هـ. انظر لترجمته في "السير" ٢٢ / (١٣٩) وله "شرح مسند الشافعي" أيضًا.
(٤) يعني: "روضة الطالبين وعمدة المتقين" لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي ويسمى بالتهذيب أيضًا. انظر: كشف الظنون لكاتب جلبي ١/ ٩٢٩.
قلت: وقد طبع في اثني عشر مجلدًا في المكتب الإسلامي بتحقيق الشيخين شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط.
(٥) هو العالم العلامة شيخ الإسلام وحامل لواء الشافعية في عصره أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن حازم بن إبراهيم بن العباس الأنصاري، أبو العباس، ابن الرفعة المصري المتوفى سنة ٧١٠ هـ. صنف "الكفاية" في شرح التنبيه، و"المطلب" في شرح الوسيط في نحو أربعين مجلدًا. انظر لترجمته طبقات الشافعية لأبن قاضي شهبة ٢/ (٥٠٠).
(٦) في (ب): وقضيته.
(٧) في (ب): فإن.