للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحديث الإفك عن نسبة سعد إلى أبيه فيقول: فقام سعد أخو بني عبد الأشهل وهذه روايته في المغازي (١)، وقال: سنة أربع فالظاهرُ أنها على قوله قبل الخندقِ، لأن الخندق كانت في آخر السنة في شوال، واتصلت بغزوة قريظة. وعلى هذا فيصح أن يكون الرادُ على سعد بن عبادة هو سعد بن معاذ.

وقد تقدم وَهْمٌ آخر (٢): وهو رواية مسروق عن أُم رومان. وأجاب القاضي أبو بكر بنُ العربي (٣) عن هذا: بأنه جاء في طريق: حدثتني أُمُّ رُومان، وفي أُخرى: عن مسروق، عن أُم رومان معنعنًا. قال : والعنعنة أصحُّ فيه، وإذا كان الحديث معنعنًا كان محتملًا ولم يلزم فيه ما يلزم في حدثني، لأن للراوي أن يقول: عن فلان وإن لم يدركه. حكاه عنه السُّهيلي (٤).

فهذه ثلاثة أوهام ادُّعيت في حديث الإفك (٥): وهمٌ في بريرة، ووهم في سعد بن معاذ، ووهم في أُم رومان. والثلاثة ثابتة في


(١) أخرجه البخاري في المغازي: باب حديث الإفك (٤١٤١) ولفظ النسخة المطبوعة بأيدينا: فقام سعد بن معاذ - أخو بني عبد الأشهل -.
(٢) تقدم في ص ٨٦ - ٨٧ فراجعه.
(٣) هو الإمام العلامة الحافظ القاضي، أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي صاحب التصانيف المتوفى سنة ٥٤٣ هـ. له ترجمة حافلة في "السير" ٢٠/ (١٢٨) للذهبي.
(٤) قد وقعت في النسخة المطبوعة: حكاه عن الشافعي وهو تحريف أثبتناه من (ب).
(٥) انظر لشرح هذا الحديث: "زاد المعاد" لابن القيم ٣/ ٢٦٥ - ٢٦٨، و"هدى الساري" ص ٣٩٢، و"الفتح" لابن حجر ٨/ (٤٧٥٠) ص ٤٧١ - ٤٧٢. والنقد يأتي من الخطيب البغدادي كما ذكره ابن حجر.