للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العاشرة: أنها كانت أحبَّ أزواج النبيِّ إليه: قال له عمرو بن العاص: "يا رسول الله أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ " قال: "عائشة" قال: "ومن الرجال؟ " قال: "أبوها". أخرجه الشيخان وصححه الترمذي (١).

الحادية عشرة: وجوبُ محبتها على كل أحد، ففي الصحيح (٢): لما جاءَت فاطمة إلى النبيِّ قال لها: "ألستِ تحبين ما أُحِبُّ؟ " قالت: "بلي" قال: "فأحبي هذه". يعني عائشة، وهذا الأمر ظاهرُ الوجوب.

وتأمل قوله لما حاضت عائشة: "إن هذا شيءٌ كتبه الله على بنات آدم" (٣) وقوله لما حاضت صفية: "عَقْرَى حَلْقى (٤) أَحَابِسَتُنا


(١) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي (٣٦٦٢) ومسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق (٦١٧٧) والترمذي في المناقب باب من فضل عائشة (٣٨٨٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة: باب في فضائل عائشة أم المؤمنين (٦٢٩٠).
(٣) أخرجه البخاري في الحج: باب قوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ (١٥٦٠) وفي الأضاحي: باب الأضحية للمسافر والنساء (٥٥٤٨) عن عائشة أن النبي دخل عليها، وحاضت بسَرِفٍ قبل أن تدخل مكة، وهي تبكي، فقال: ما لكِ أنفِسْتِ؟ قالت نعم، قال: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضِي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت.
(٤) قال ابن الأثير في النهاية ٣/ ٢٧٢ - ٢٧٣ و ٢/ ٤٢٨: عقرى حلقى: أي عقرها الله وأصابها بعقر في جسدها. وظاهره الدعاء عليها، وليس بدعاء في الحقيقة، وهو في مذهبهم معروف. تقديره: عقرها الله عقرًا وحلقها حلقًا. ويقال للأمر يعجب منه: عقرًا حلقًا. ويقال أيضًا للمرأة إذا كانت مؤذية مشئومة. ومن مواضع التعجب قول أم الصبي الذي تكلم: عقرى! أو كان هذا منه!
وقال ابن حجر في "الفتح" (١٧٦٢) بعدما نقل معنى عقرى حلقى: وحكى القرطبي أنها كلمة تقولها اليهود للحائض، فهذا أصل هاتين الكلمتين، ثم اتسع العرب في قولهما بغير إرادة حقيقتهما كما قالوا: قاتله الله! وتربت يداه! ونحو ذلك.