للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هي؟ " (١) وفرقٌ عظيم بين المقامين. ولعلَّ مِن جملة أسباب المحبة كثرةَ ما بلَّغته عن النبي دون غيرها من النساء الصحابيات (٢) كما قيل بمثل ذلك في قوله: وحُبِّب إليَّ من دنياكم النساءُ" (٣).

الثانية عشرة: أنَّ مَن قذفها، فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها. قال الخوارزمي (٤) في "الكافي"من أصحابنا، في كتاب الردة: "لو قَذَفَ عائشة بالزنى، صار كافرًا بخلاف غيرها من الزوجات، لأن القرآن نزل ببراءتها" اهـ.

وعند مالك: "أن مَن سبَّها قُتِلَ" قال أبو الخطاب بن دحية (٥) في أجوبة المسائل: "ويشهد لقول مالك كتابُ الله، فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سَبَّحَ نفسه لنفسه. قال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ﴾ [الأنبياء: ٢٦] والله تعالى ذكر عائشة فقال:


(١) أخرجه البخاري في الحج باب التمتع، والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي (١٥٦١) وباب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت (١٧٦٢) وباب الادّلاج من المحصب (١٧٧١ - ١٧٧٢) ومسلم في الحج باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض (٣٢٢٨) وأحمد في مسنده (٢٤٥٥٨).
(٢) انظر ما نقله ابن حجر في "الفتح" عن القرطبي وبعضهم نفس الإيضاح (١٧٦٢).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (١٢٢٩٣) بإسناد حسن. والنسائي في عشرة النساء باب حب النساء (٣٣٩١) عن أنس قال: قال رسول الله : حبِّب إليَّ من الدنيا النساء والطيب وجعل قرّة عيني في الصلاة.
(٤) هو أبو محمد محمود بن محمد بن العباس بن رسلان الخوارزمي الشافعي المتوفى سنة ٥٦٨ هـ وكان فقيهًا، فاضلًا، عارفًا بالمتفق والمختلف وصنف "الكافي" وتاريخًا لخوارزم. انظر لترجمته طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ١٩ - ٢٠.
(٥) تقدمت ترجمته في ص ٨٩.