للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النسائي" (١) قلت: وحديث آخر في النسائي (٢) أيضًا عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: دخل الحبشةُ المسجد يلعبون فقال لي: "يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم" الحديث، وإسناده صحيح. وروى الحاكم في "مستدركه" (٣) حديث: ذكر النبي خروج بعض أمهات المؤمنين، فضحكت عائشة فقال: "انظري يا حُميراء ألَّا تكوني أنتِ" ثم التفت إلى علي، فقال: "إن وليتَ مِن أمرها شيئًا فارفُق بها" وقال: صحيح الإسناد (٤).


(١) لم أعثر على هذه الرواية في كِلتي السنن للنسائي، والحديث في هذا الباب رواه إسحق بن راهويه في مسنده ٢ / (٦٧٣): أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قبَّلها وهو صائم وقال: إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم وقال: يا حميراء إن في ديننا لسعة. وقال إسحاق: أخشى أن يكون غلطًا. وقد استدل بهذه الرواية الزيلعي في "نصب الراية" ١/ ٧٣ وعزاها إلى مسند إسحاق بن راهويه أيضًا. وربما أخطأ المزي في العزو إلى النسائي والله أعلم.
قلت: بقية بن الوليد ضعيف، كثير التدليس عن الضعفاء. انظر: تحرير تقريب التهذيب، ١/ (٧٣٤). وميزان الاعتدال للذهبي ١ / (١٢٥٠).
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى في عشرة النساء باب إباحة الرجل لزوجته النظر إلى اللعب (٨٩٥١) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبًا فقال رسول الله : حسبك فقلت: يا رسول الله لا تعجل فقام لي ثم قال: حسبك. فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما لي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه.
إسناده صحيح كما قال ابن حجر في الفتح ٢/ (٩٥٠) وقال: ولم أرَ في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا.
(٣) في "المستدرك" ٣/ ١١٩.
(٤) قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي: عبد الجبار لم يخرجا له. =