للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكرها الشيخ أبو إسحاق الشِّيرازي في "طبقاته" (١) في جملة فقهاء الصحابة. ولما ذكر ابن حزم (٢) أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتاوى في الأحكام على مزيد (٣) كثرة ما نقل عنهم، قدَّم عائشة على سائر الصحابة. وقال الحافظ أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي (٤) في كتاب "إيضاح ما لا يسع المحدث جهله" (٥): اشتمل كتابُ البخاري ومسلم على ألف حديث ومائتي حديث من الأحكام، فروت عائشة من جملة الكتابين مائتين ونيفًا وتسعين (٦) حديثًا لم يخرج عن الأحكام منها إلا يسير (٧).


= قلت: وسالم بن أبي الجعد من ثقات التابعين لكنه يدلس ويرسل، انظر: تحرير تقريب التهذيب ٢/ (٢١٧٠) وعمار بن معاوية الدُّهني صدوق نُسب إليه من تشيع انظر المصدر نفسه ٣ (٤٨٣٣) والحديث في الخروج على علي فانتبه.
وقال سعيد الأفغاني في تعليقه على هذا الحديث: كذا والله أعلم بصحته.
(١) "طبقات الفقهاء" للشيرازي المتوفى سنة ٤٧٦ هـ ص ٤٧ - ٤٨.
(٢) في "الإحكام" ٥/ ٩٢ وفي "جوامع السيرة" ص ٣١٩.
(٣) وقع في النسخة المطبوعة: مزية وهو تحريف. في (أ) و (ب): مزيد.
(٤) هو أبو حفص عمر بن عبد المجيد بن الحسن المهدي الميانِشي نزيل مكة المكرمة وشيخ الحرم المتوفى بها سنة ٥٨١ هـ، وكان محدثًا متقنًا صالحًا. صنف جزءًا في ما لا يسع المحدث جهله حققه وعلق عليه صبحي السامرائي. انظر لترجمته: مقدمة هذه الرسالة و"تاريخ الإسلام" للذهبي ٤١/ ١٢٠ - ١٢١. ونسبته إلى ميانش، قال ياقوت في "معجم البلدان" ٥/ ٢٣٩: وميانش، بالفتح والتشديد من قرى المهدية بإفريقية ماؤها عذب. انظر أيضًا: "العقد الثمين" لتقي الدين الفاسي ٦/ ٣٣٤.
(٥) انظر ص ١٠ من هذه الرسالة.
(٦) في (ب) وفي رسالة الميانشي المطبوعة: وسبعين وهو خطأ، لأن مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين على ما قال الذهبي في "السير" ٢/ (١٩) يعني جملتها في الصحيحين: مئتين وسبعة وتسعين.
(٧) في (ب): يسيرًا، خطأ.