للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخاه فليُحْسِنْ كفنَه فإنهم يتزاورون فيها": هذا إن صحَّ لم يُخالف قولَ الصِّديق ، إنما هو للمهل يعني الصديد، لأنه كذلك رؤيتنا (١) ويكون ما شاءَ اللهُ في علم الله، كما في الشهداء: ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩] ونحن نراهم (٢) يتشحَّطُونَ في الدماء، وهُم في الغيب كما أخبر الله عنهم، ولو كانوا في رؤيتنا كما أخبر عنهم لارتفع الإيمانُ بالغيب.

وقد روى الصِّديق (٣) عنها أحاديث.


= أخرجه الترمذي في الجنائز باب أمر المؤمن بإحسان كفن أخيه (٩٩٥) عن أبي قتادة قال: قال رسول الله : إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه. وقال: هذا حديث حسن غريب. وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء فيما يستحب من الكفن (١٤٧٤). وأخرجه مسلم في الجنائز باب في تحسين كفن الميت (٢١٨٥) عن جابر بن عبد الله يحدث: أن النبي خطب يومًا فذكر رجلًا من أصحابه قبض فكُفِّن في كفن غير طائل وقُبِرَ ليلًا. فزجر النبي أن يقبر الرجل بالليل حتى يُصلِّي عليه. إلا أن يُضطرّ إنسان إلى ذلك، وقال النبي : إذا كفن أحدكم أخاه فَلْيُحَسِّنْ كفنه. وأخرج حديث جابر أيضًا أبو داود (٣١٤٨) والنسائي (١٨٩١) وعبد الرزاق (٦٥٤٩) وأحمد (١٤١٤٥ و ١٤٥٢٤ و ١٤٦١٧ و ١٤٧٦٦ و ١٤٩٩٣)، والحاكم ١/ ٥٢٣ - ٥٢٤، والبيهقي ٣/ ٤٠٣ و ٤/ ٣٢ وابن حبان ٧/ (٣٠٣٤).
والحديث عند عبد الرزاق (٦٢٠٨) عن ابن سيرين قال: كان يقال: من ولي أخاه فليحسن كفنه وإنه بلغني أنهم يتزاورون في أكفانهم. وعند ابن أبي شيبة ٢/ (١١١٣١) عن ابن سيرين قال كان يحب حسن الكفن ويقال: أنهم يتزاورون في أكفانهم.
(١) وقع في النسخة المطبوعة: روايتنا وهو تحريف. أثبتناه من كل من (أ) و (ب).
(٢) وقع في النسخة المطبوعة فراغ هنا وقال الأستاذ سعيد الأفغاني: "كلمة غير مفهومة"، وثَمَّ لفظة: الله وهو تحريف، أثبتناه من (ب)، وكلمتان في (أ) تشبهان: ونحن نراهم.
(٣) الصديق ، أثبتناه من (ب).