للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صُهيب يبكي يقول: وا أخاه وا صاحِباه، فقال عمر: "يا صهيبُ أتبكي عليَّ وقد قال رسولُ الله : "إن الميتَ يُعَذَّبُ ببعضِ بُكاءِ أهلهِ عليه". قال ابن عَبَّاس: فلما مات عمر ذكرتُ ذلك لعائشة فقالت: "رحم (١) الله عمر، والله ما حَدَّثَ رسول الله " وقال مسلم: "يرحم الله عمر، لا (٢) واللهِ ما حدثَ رسولُ الله إن الله يُعذِّبُ المؤمن ببكاءِ أحد ولكن قال: "إن الله يزيدُ الكافرَ عذابًا ببكاءِ أهلهِ عليه" قال: وقالت عائشة: حَسْبُكُم القرآن: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: ١٦٤] قال: وقال ابن عَبَّاس عند ذلك: واللهُ أضحكَ وأبكى (٣) قال ابن أبي مُليكة: "فوالله ما قال ابن عمر شيئًا".

ووقع في "الوسيط" (٤) وشرح الوجيز (٥) للرافعي (٦): أنها قالت: "وَرَحِمَ الله عمر ما كذب؛ ولكنه أخطأ أو نَسِيَ" وهذا مردود، ولم تَقُلْ ذلك إلا لابنِ عمر على ما سيأتي.

قال النووي في تهذيبه (٧): "ولا شَكَّ في غلط الغزالي في هذا ولا عذر له


(١) في (أ) و (ب): رحم وهو عند البخاري: يرحم.
(٢) لا سقط من (ب).
(٣) هذه الجملة الموجودة عند "الصحيحين" سقطت في كل من (أ) و (ب) وسقطت الواو قبل الآية في (أ) و (ب)، وهو عند "الصحيحين" والقرآن ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.
(٤) يعني "الوسيط في المذهب" للإمام الغزالي حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، الشافعي، صاحب التصانيف المتوفى سنة ٥٠٥ هـ. له ترجمة حافلة في "السير" (١٩/ ٢٠٤).
(٥) يعني "فتح العزيز في شرح الوجيز" للرافعي. و "الوجيز" للإمام الغزالي أيضًا.
(٦) تقدمت ترجمته في ص ٩٦.
(٧) يقصد بتهذيب النووي كتابه "روضة الطالبين وعمدة المتقين" الذي اختصره من شرح الوجيز للرافعي وهذبه.