للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تأويل. قلت: بلى له العذرُ في التأويل فقد (١) أخرج مسلم (٢) عن ابن أبي مليكة: فذُكر ذلك لعائشة فقالت: أما والله ما تحدثون (٣) هذا الحديث عن كاذِبَيْن ولا (٤) مكذَّبين، ولكن السمع يُخطئ (٥) وفي رواية: وَهَلَ، ذكرها (٦) أبو منصور البغدادي في كتابه (٧).


(١) فقد أثبتناه من (ب).
(٢) أخرجه مسلم في الجنائز باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأُولى (٢١٤٩) ولفظها: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثوني عن غير كاذبَين ولا مكذَّبَيْن، ولكن السمع يخطئ.
(٣) وقع في النسخة المطبوعة: عرفوني وهو تحريف، أثبتناه من (ب) ومسلم.
(٤) ولا سقطت من (أ)، أثبتناه من (ب) ومسلم.
(٥) قال ابن حجر في "تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" ٢/ ٨٠٦): وهذا اللفظ الذي أورده (يعني الرافعي في شرح الوجيز) إنما قالته عائشة في الرد على ابن عمر. وأما الرد على عمر فقالت: يرحم الله عمر والله ما حدَّث رسول الله إن الله يعذب المؤمنين ببكاء أحد ولكن قال: إن الله يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه. وقد أنكر النووي على الرافعي ما أورده وقال: إنه تبع فيه الغزالي وهو غلط. وقد روى عبد المحسن البغدادي من طريق حبيب بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة بلغها أن ابن عمر يحدث عن أبيه أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت: يرحم الله عمر وابن عمر، والله ما هما بكاذبَيْن ولكنهما وهما.
(٦) وقع في النسخة المطبوعة: وهل ذكره أبو منصور البغدادي في كتابه؟ وهو تحريف طريف أثبتناه من كل من (أ) و (ب).
(٧) لفظة وَهَل قال ابن الأثير في "النهاية" ٤/ ٢٣٣ وهل إلى الشيء، بالفتح يهِل، بالكسر، وهْلًا بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه، ومنه حديث عائشة، وَهَلَ ابن عمر أي ذهب وهمه إلى ذلك. ويجوز أن يكون بمعنى سَهَا وغلط. قد وردت في رواية مسلم في الجنائز (٢١٥٤) عن هشام بن أبيه قال: ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النَّبِيّ : إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله، [عليه] فقالت: وَهِل إنما قال رسول الله : إنه ليُعذَّب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن. وأخرجه أحمد في "المسند" (٢٤٣٠٢) عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قيل لها: أن ابن عمر يرفع إلى النَّبِيّ : إن الميت يعذب ببكاء الحي قالت: وَهَلَ أبو عبد الرحمن إنما قال: إن أهل الميت يبكون عليه وإنه ليعذب بجرمه.