للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد سبق أن البخاري ومسلمًا (١) رويا حديثَ مجاهد عن عائشة (٢)، وهو منها تصريحٌ بأنه سمع منها لا سيما على شرطِ البخاري (٣)، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: لم يسمع مجاهد مِن (٤) عائشة، وكان شعبةُ بُن الحجاج يُنكره، وهو قولُ يحيى بن معين، وأبي حاتم الرازي أيضًا (٥).

وفي هذا الحديث أمر آخر غير مخالفةِ ما سبق، وهو أن عائشةَ روت الإفرادَ عن النَّبِيِّ (٦)، لكن قال الطحاوي في "معاني الآثار" (٧): "هذا لا ينافيه، فيجوز أن تكونَ قد علمت (٨) أنه ابتدأ، فأحرم بعمرة لم يقرنها


(١) وقع في (أ) و (ب): ومسلم، خطأ.
(٢) سبق تخريجه في التعليق (٥) ص ١٨٩.
(٣) في (ب) ومسلم.
(٤) في (ب): عن.
(٥) انظر في "الجرح والتعديل" (٨/ ١٤٦٩) ترجمة مجاهد بن جَبْر. وقال الذهبي في "السير" (٤/ ١٧٥) قال ابن المديني: سمع مجاهد عن عائشة وقال يحيى القطان: لم يسمع منها، ثم قال: قلت: بلى قد سمع منها شيئًا يسيرًا، وقال العيني في "عمدة القاري" ٨/ ٢٨٥ - ٢٨٦ في شرح حديث مجاهد (قوله: دخلت أنا وعروة) إلى آخره فيه دفع لما ذكره يحيى بن سعيد وابن معين وأبو حاتم في آخرين أن مجاهدًا لم يسمع من عائشة.
(٦) أخرجه مسلم في الحج باب بيان وجوب الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقرآن (٢٩٢١) عن عائشة أن رسول الله أفرد الحج. والترمذي في الحج باب ما جاء في إفراد الحج (٨٢٠)، وأبو داود في المناسك باب إفراد الحج (١٧٧٧)، والنسائي في المناسك باب إفراد الحج (٢٧١٦)، وابن ماجه في المناسك باب الإفراد بالحج (٢٩٦٤ - ٢٩٦٥). وأحمد في "المسند" (٢٤٦١٥)، (٢٦٠٦٣) (٢٦٠٦٤).
(٧) في "شرح معاني الآثار" ٢/ ١٥٠.
(٨) نقل المؤلف هذه الجملة بالمعنى إذ ليست هذه في الطحاوي. وما وجدنا ما =