للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله (١) عن المقدام بن شُريح بن هاني، عن أبيه

عن عائشة قالت: "مَنْ حدثكم أن رسولَ كان يبولُ قائمًا، فلا تُصَدِّقُوه، ما كان يبولُ إلا قاعدًا".

هذا لفظ الترمذي وقال: "هو أحسنُ شيء في هذا الباب وأصح". انتهى.

وإسناده على شرط مسلم.

واعلم أنه قد حدث عن رسول الله بالبول قائمًا، حذيفة: أخرجاه في "الصحيحين" (٢) وجمع بعضهم بين الروايتين، لأن النفي في حديث عائشة ورد على صيغة (كان) بمعنى الاستمرار في الأغلب، وحديث حذيفة ليس فيه (كان) فلا يدل إلا على مطلق الفعل ولو مرة.

ويدل لذلك ما رواه الحاكم في مستدركه" (٣) من جهة أبي هُريرة أن


(١) هو شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ وُلّي القضاء بالكوفة. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: بل صدوق حسن الحديث عند المتابعة وهو كثير الحديث يغلط أحيانًا. . انظر: تحرير تقريب التهذيب ٢/ (٢٧٨٧).
قلت: لكن تابعه سفيان الثوري عند أحمد (٢٥٠٤٥) و (٢٥٥٣٥) بنفس المتن. وفيه تمام تخريجه فراجعه.
(٢) أخرجه البخاري في الوضوء باب البول قائمًا وقاعدًا (٢٢٤) و (٢٢٥) و (٢٢٦) ومسلم في الطهارة باب المسح على الخفين (٦٢٤) و (٦٢٥) عن حذيفة قال: كنت مع النبي فانتهي إلى سباطة قوم فبال قائمًا. . وفي رواية عند البخاري (٢٢٥) ومسلم (٦٢٥): عن حذيفة قال: رأيتني أنا والنبي نتماشى، فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه، فأشار إليّ فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ.
(٣) "المستدرك" ١/ ١٨٢. وقال: هذا حديث صحيح تفرد به حماد بن غسان ورواته كلهم ثقات. قال الذهبي في تلخيصه تفرد به حماد ورواته ثقات. ثم قال: (قلت): حماد ضعفه الدارقطني.