للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على جواز التصغير كقوله: "يا أَبا عُمَيْرٍ" (١) وهو (٢) تصغيرُ تحبيبٍ. وجعل صاحب "البسيط" (٣) من النحويين مثل قوله: "يا حميراء" تصغير تقريب ما يُتوهم أنه بعيد، كقولهم بُعَيْدَ العَصْر وقُبَيْلَ الفجر، قال: لأن المراد بها البيضاءَ، فكأنَّها غيرُ كاملة البياض، قال: وكذلك قوله: "كُنَيْف مُلِيءَ علمًا" (٤) اهـ.

وقال أبو القاسم الثمانيني (٥) في "شرح اللمع": "قولُ عمر في ابن مسعود: "كُنيف ملئ علمًا" قالوا إنه أراد بهذا التحقير تعظيمه، كما قالوا في داهية: دُويهية وخُوَيخِية" قال: والصحيح أن ابن


= يا عَائِش، هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت [فقلت]: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: وهو يرى ما لا أرى.
(١) أخرجه البخاري في الأدب باب الانبساط إلى الناس (٦١٢٩) ومسلم في الآداب باب جواز تكنية من لم يولد له وكنية الصغير (٥٦٢٢) وأحمد في مسنده (١٢١٣٧). ولفظ البخاري: حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو التَّيَّاح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إن كان النبي ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عُمير ما فعل النُّغَيْر؟.
(٢) سقطت النسخة المطبوعة وأثبتناه من (أ) و (ب).
(٣) هو الإمام العلامة، الأستاذ أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، صاحب "التفسير" وإمام علماء التأويل. صنف التفاسير الثلاثة: "البسيط" و"الوسيط" و"الوجيز" المتوفى سنة ٤٦٨ هـ. انظر لترجمته "السير" ١٨/ (١٦١).
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ١٥٢، والحاكم في المستدرك ٣/ ٣١٨ وأحمد في فضائل الصحابة (١٥٥٠).
(٥) هو أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني الموصلي الضرير المتوفى سنة ٤٤٢ هـ. انظر "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي ٣/ ٢٦٩.