للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تزوجها رسولُ الله بمكة قبل الهجرة بسنتين، وقيل بثلاث بعد موت خديجة وقبلَ سودة بنت زمعة، وقيل: "بعدها" وهذا هو الأشهر، والأول حكاه ابن عبد البر (١) عن غير واحد، ويشهد له ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (٢) من حديث هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت: "ما رأيت امرأة أحبّ إليَّ أن أكونَ في مِسلاخها من سودة بنت زمعة .. الحديث". وقالت في آخره في بعض طرقه: "وكانت أول امرأةٍ (٣) تزوجها بعدي" (٤).

وتزوجها وهي بنت ست أو سبع، والأولُ أصحُّ، وبنى بها بالمدينة وهي بنتُ تسع في شوال مُنصَرفه من بدر في السنة الثانية من مَقْدَمه. وقال الواقدي: "في الأُولى" وصححه الدِّمياطي (٥). وأما ابن


= فتكون أم رومان تأخرت عن الوقت الذي ذكراه فيه. وفي بعض هذا كفاية في التعقب على الخطيب ومن تبعه فيما تعقبوه على هذا الجامع الصحيح والله المستعان. (بالاختصار). انظر هدي الساري لابن حجر أيضًا ص ٣٩٢، وزاد المعاد لابن القيم ٣/ ٢٦٦ - ٢٦٧.
(١) الاستيعاب ٤/ ٣٥٦ - ٣٦١.
(٢) أخرجه مسلم في الرضاع باب جواز هبتها نوبتها لضرتها (٣٦٢٩) ودوامه: من امرأة فيها حدّة، قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله لعائشة قالت: يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة، فكان رسول الله يقسم لعائشة يومين: يومها ويوم سودة.
(٣) من قوله أحب إلى هنا سقطت من (ب).
(٤) أخرجه مسلم في الباب نفسه برقم (٣٦٣٠).
(٥) هو الإمام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسّابة شيخ المحدثين شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي المتوفى سنة ٧٠٥ هـ، صاحب التصانيف. انظر: "تذكرة الحفاظ" للذهبي ٤/ (١١٦٦).