وأعظم، لتستقين القلوب عظمة الله تعالى، وكبريائه وإجلاله.
هذا بيان مقصود هذه الأعمال والأقوال، ثم [جعلها][متفرقة] على أوقات متعددة، فجعل أول الصلوات [صلاة] الغداة، ليكون الإنسان عند استيقاظه من نومه مقدمًا لأمر دينه، وذاكرًا لربه، فيكون ذلك أبعد لغفلته، [وأدعى] لذكره. فإذا حصلت هذه الحالة في قلبه، بقي أثر وقتًا من يومه. والله تعالى أعلم. وكلن إذا بعد [عهد] العبد، انحل الذكر من قلبه قليلًا قليلًا، ولذلك يجد الإنسان من نفسه عند حضوره مجالس الذكر حالة، ثم لا يستديمها، بل يأخذ الأمر [في] النقصان، فأثبت الله تعالى صلاة الظهر، بعد مضي زمان من اليوم، لتتجدد للإنسان تلك الحالة الأولى، ويبقى أيضًا أثرها، إذا فعلت على وجه ما قررناه، [مدةً] أيضا من الزمن، فرتب صلاة العصر على هذا الترتيب، ثم كذلك إلى آخر النهار. واستفتح الليل بمثل ما استقبل به النهار، وجعل آخر ذلك صلاة العشاء، إذ تلك الحالة في غالب الأمر هي آخر الأوقات، فينام الإنسان، وهو على ذكر الله تعالى. فإذا فعلت [الصلوات] على هذه الجهات، (١٠٩/ أ) صدت عن [الشر]، ونهت [عن] الفحشاء والمنكر، وحركت الدواعي إلى الخيرات، والله تعالى أعلم بما يصلح لعباده.