ومحال أن يبيع كيِّسٌ عينًا بأثر إلا إذا عرفها وعرف فضل المبتاع على المبيع،
وقد قيل لبعض الزهاد: ما أزهدك وأصبرك، فقال: أما زهدي فرغبة فيما عند اللَّه، وهو أعظم مما أنت فيه، وأما صبري فلجزعي من النار.
[الورع]
الورع أصله جبن وضعف، وقد يستعمل في كل واحد منهما لكنه جعل في عرف الشرع عبارة عن ترك التسرع إلى تناول أعراض الدنيا، وذلك على ثلاثة أضرب:
واجب: وهو الإحجام عن المحارم وذلك للناس كافة، وندب: وهو الوقوف عن الشبهات وذلك للأوساط، وفضيلة: وهو الكف عن كثير من المباحات والاقتصار على أقل الضرورات، وذلك للمتقين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا يكون العبد من المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافة ما به بأس ".
وقال باعتبار المنزل الثاني:" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك "، وقال له قائل: ما أشد الورع؟ ، فقال:" ما أيسر الورع إذا شككت في شيء فاتركه ".