للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يخص من الحلال قدرًا دون قدر ولا جنسًا دون جنس، قيل: الطيب التام الطيب هو الذي جمع اللذة والنفع والفضيلة، وذلك هو القدر المتبلغ به على ما يجب وكما يجب، ألا ترى كيف ذم من لم يكن ذلك قصده، فقال تعالى: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣)

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (١٢)

ومن الدلالة على خسة كثرة الأكل: ادعاء العامة الاستغناء بالقليل، وقلة وجود المفتخر بكثرة الأكل، وقد قيل:

من كانت همته ما يدخل بطنه فقيمته ما يخرج من بطنه،

وقد استحسن قول الشاعر:

فإنك مهما تعط بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد، فلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس "،

وقال - صلى الله عليه وسلم -: " المؤمن ياكل في معي واحد، والكافر

ياكل في سبعة أمعاء " فنبه في الخبرين أنه لا يستحب للإنسان إلا الأكل في سبع بطنه، وهو ما ذكره من اللقيمات، وذلك دون عشر لقيمات؛ لأن جمع القلة بالألف والتاء لما دون العشرة، ثم رخص لمن غلب عليه النهم أن يببغ إلى ثلث بطنه، فحصل من ذلك أن أكل المؤمن في اليوم ينبغي أن يكون سبع بطنه أو ثلث بطنه.

[فيما يحسن من المنكح وما يقبح منه]

قد تقدم أن النكاح ضروري في حفظ النسل وبقاء النوع الإنساني كما أن الغذاء ضروري في حفظ الشخص، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: " تناكحوا تكاثروا، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة "، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " خير نسائكم الودود الولود "، وقال:

<<  <   >  >>