للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ريب أن بناء القبب التي على القبور أمر محدث في الإسلام (١)، لم يفعله الصحابة والتابعون بل هو من شر البدع، قال الإمام الشوكاني (٢):

اعلم أنه قد اتفق الناس سابقهم ولاحقهم وأولهم وآخرهم من لدن الصحابة - رضي الله عنهم - إلى هذا الوقت، أن رفع القبور والبناء عليها، بدعة من البدع التي ثبت النهي عنها، واشتد وعيد رسول الله لنا عليها. مع ما في ذلك من كونه ذريعة إلى الشرك، ووسيلة إلى الخروج عن الملة (٣).

وقال الشيخ عبد الله البسام (٤) - رحمه الله -: والبناء على القبور من أعظم وسائل الشرك، والمنع منه، قطع لتلك الوسائل المفضية إلى أعظم ذنب عصي الله به: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)} لقمان: ١٣، وأعظم البناء تلك القبب المشيدة على قبور الملوك والزعماء والعلماء، وكثير منها في المساجد، محادة لله تعالى ولشرعه وتوحيده، فيجب إزالتها ومحو آثارها، ولا يجوز إبقاء شيء منها (٥).

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " فإن بناء المساجد على القبور ليس من دين المسلمين، بل هو منهي عنه بالنصوص الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واتفاق أئمة الدين، بل لا يجوز اتخاذ القبور


(١) ينظر: المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية، جمع محمد بن عبد الرحمن بن قاسم (١/ ٢٤).
(٢) هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني، فقيه محدث، من مؤلفاته: التحف في مذاهب السلف، الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، شرح الصدور في تحريم رفع القبور، توفي سنة ١٢٥٠ هـ.

ينظر: البدر الطالع (٢/ ٢٠٤)، أبجد العلوم (٣/ ٢٠١) وما بعدها، الأعلام (٦/ ٢٩٨)، معجم المؤلفين (٣/ ٥٤١ - ٥٤٢)، مقدمة كتاب تفسير الشوكاني (١/ ٧ - ٣٥).
(٣) ينظر: شرح الصدور بتحريم رفع القبور (ص ٧، ٢٢، ١٧)، المسائل العقدية في فيض القدير للمناوي عرض ونقد (ص ٣٧٥).
(٤) هو: أبو عبد الرحمن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام، ولد في مدينة عنيزة في القصيم عام ١٣٤٦ هـ، توفي الشيخ في ضحى يوم الخميس الموافق ٢٧/ ١١/١٤٢٣ هـ إثر سكتة قلبية - رحمه الله -. من مؤلفاته: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، وتوضيح الأحكام شرح بلوغ المرام، والاختيارات الجلية في المسائل الخلافية، ورسالة في مضار ومفاسد تقنين الشريعة.
ينظر: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام (١/ ٩ - ١٤).
(٥) توضيح الأحكام من بلوغ المرام (٢/ ٥٥٣). وينظر: فتح المجيد (١/ ٣٩٩ - ٤٠٠)، والروضة الندية لصديق حسن خان (١/ ١٧٨).

<<  <   >  >>