للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة - رضي الله عنها -: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركته) (١)،وقد رقى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

كذلك فقد قال البغوي (٣) - رحمه الله -: "فأما ما كان بالقرآن وبذكر الله - عز وجل - فإنه جائز مستحب" (٤).

أما الرقى التي فيها دعاء أو استعانة أو استغاثة بغير الله من ملائكة أو جن أو غيرهم أو التعوذ بطلسم أو عزيمة ونحو ذلك، فقد جاءت الأحاديث في تحريمها:

مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) (٥).

وقد علق شيخ الإسلام - رحمه الله - على قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا بأس بالرقى مالم تكن شركاً) (٦) بقوله: " فنهى عن الرقى التي فيها شرك، كالتي فيها استعاذة بالجن كما قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦)} الجن: ٦، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم، والإقسام التي يستعملها بعض الناس في حق المصروع وغيره، التي تتضمن الشرك" (٧).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب، باب الرقى بالقرآن والمعوذات برقم (٥٧٣٥)، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث برقم (٢١٩٢).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى، برقم (٢١٨٥).
(٣) هو: الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي، شافعي، من مؤلفاته: معالم التنزيل، شرح السنة، الأنوار في شمائل النبي المختار، توفي سنة (٥١٦ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٥٤)، شذرات الذهب (١/ ٣٥٤).
(٤) شرح السنة (١٢/ ١٥٩).
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (٣٦٠٤)، وأبو داود في كتاب الطب باب في تعليق التمائم برقم (٣٨٨٣)، وابن ماجه في كتاب الطب باب تعليق التمائم برقم (٣٥٣٠)، والحاكم في المستدرك كتاب الرقى والتمائم (٤/ ٤١٨)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (١/ ٦٤٨) برقم (٣٣١).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والنظرة برقم (٢٢٠٠).
(٧) مجموع الفتاوى (١/ ٣٣٦).

<<  <   >  >>