للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- الفرق بين الأسماء والصفات:

قال الشيخ - رحمه الله -: " أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم، ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى أو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجه اللائق بالله سبحانه مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، كما أنه لا يشابههم في ذاته" (١).

ولمعرفة ما يميز الاسم عن الصفة، والصفة عن الاسم أمور، منها:

أولاً: أن الأسماء يشتق منها صفات (٢)، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر (٣).

ثانياً: أن الاسم لا يشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء (٤).

ثالثاً: "أن أسماء الله - عز وجل - وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها" (٥)، لكن تختلف في التعبيد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فتقول: عبد الكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، كما


(١) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (٣/ ١٦٠)، ينظر: فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (١/ ١٦٠، ١٦١).
(٢) ينظر: فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (١/ ١٦٠، ١٦١).
(٣) ينظر: بدائع الفوائد (١/ ١٦٢)، الصفدية (١/ ١٠٨)،دفع إيهام التشبيه عن أحاديث الصفات ونقد كتاب (تأويل الأحاديث الموهمة للتشبيه)، تأليف أ. د. محمد السمهري (ص ٣٧).
(٤) ينظر: مدارج السالكين (٣/ ٤١٥).
(٥) مجموع الفتاوى (٦/ ١٤٣، ٢٢٩) و (٣٥/ ٢٧٣)، وينظر: شرح السنة للبغوي (١/ ١٨٥، ١٨٧).

<<  <   >  >>