هذا الوجود، لا يزال مثناثرا تناثر النجوم في السماء تبلغ أعداد أحاديثه عشرات الألوف. وفي بعض مجموعاته خمسين ألف حديث. ولكنه، غير مترابط البناء، غير محكم البنيان. وأن يأتي العالم الإسلامي والمفكر الإسلامي، الذي ينظر إلى بناء هذا التجمع بناء مرتبطا بمراحل الدعوة، ومراحل الدولة، ويحدد معالمه وخطوطه، هو أمل، وما ذلك على المؤمنين - إن شاء الله - ببعيد.
وفي ختام هذا الحديث أود أن أعتذر سلفا إلى الأخ القارىء، عن أي فهم خاطىء قد فهمته في السيرة. وخاصة في المقارنات بين حركتنا الإسلامية اليوم ومسيرتنا الإسلامية، وبين مراحل السيرة من قبل ومنهجها الحركي، فهذه فهوم ونظرات، يختلف فيها الحكم، لكن أود أن يشاركني الأخ القارىء في أنه لا بد لنا من المنهج الحركي للسيرة النبوية، نسير على هداه، ولعل أخا بأتي من بعدي، يعمق هذه الخطوط، ويحدد هذه المراحل تحديدا أدق وأعمق ويكون الاتجاه كله لإيضاح معالم البناء الجديد. فالسيرة النبوية نبع ثر، ومعمل ضخم لا بد أن يحسن الاستفادة منه بتحديد مجاريه، وتوزيع نتاجه. ويبقى أكير المعالم للطريق الطويل.
والله نسأل أن يجنبنا عثرات الفكر، وزلات القلم، وأن يهدينا ويهدي بنا سواء السبيل، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، وفي صحيفة حسناتنا يوم القيامة إنه سميع مجيب. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالين.