إلى التأثير فيهم إذ أن العلاقة تبدو طبيعية وغير متكلفة، ولا يحتاج الداعية ليتصنع سببا للاتصال بهم. فالمدرس مثلا والتاجر أقدر على الحركة من الموظف المحصور في إطار محدد.
السمة الرابعة
الدعوة عامة
وقد يبدو لأول وهلة أن هناك تناقضا بين هذه السمة والسمة الأولى، وليس الأمر كذلك؛ فإظهار الدعوة للمختصين لا تعني أن تكون دولة لفئة معينة من الناس، أو طبقة خاصة من طبقات هذا المجتمع، بل لا بد أن تتتاول قطاعات المجتمع كله، ويتم هذا التناول عن طريق الاصطفاء الخاص من أفراده. فقد وجدنا أن هذه الرحلة السرية للمجتمع المسلم قد انضم فيها إلى الإسلام من كل فئات المجتمع آنذاك: الأحرار والعبيد، الرجال والنساء، الشباب والشيوخ والفتيان، بل انضم لهذا المجتمع أفراد من شتى الفروع من قريش وغيرها حيث لا تكاد تخلو عشيرة في مكة من شخص أو اثنين شاركا في بناء هذا المجتمع.
ولو استعرضنا توزيع الصحابة على القبائل الكبرى المشهورة لوجدناها كما يلي: