٣ - وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته، وإن ليهود ....
٤ - وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
٥ - وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولا تحتاج هذه الفقرات إلى تعليق، فهي واضحة تماما من حيث تحديدها لقيام دولة الإسلام وإعلان هوية هذه الدولة. بعد التمكين الذي هيأه الله تعالى لرسوله وللمؤمنين.
السمة الرابعة
لا خيار من المعركة
الصورة الواضحة في أذهان معظم شباب المسلمين من خلال قراءتهم لكتب السيرة هي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي افتتح المعركة مع قريش حين راح يهاجم قوافلها المارة بالمدينة، وخاصة قافلة أبي سفيان، ويضطر كتاب السيرة للاعتذار عن هذا الهجوم أن قريشا قد سلبت أموال المسلمين وأخرجتهم من أرضهم وديارهم. فلذلك هم يطلبون ما لهم وهم أصحاب الحق فيه. ومرد الخطأ في هذه الصورة هو اعتماد سيرة ابن هشام وحدها مصدرا للسيرة ة بينما يمكن للصورة أن تتكامل لو ربطت هذه السيرة مع ما ورد عن سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح الستة وغيرها التي تعتبر من حيث التوثيق أقوى من سيرة ابن إسحاق.
والذي دفع إلى كتابة هذه الخاطرة هو ما رواه أبو داود في سننه عن قريش أنهم كتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول - بصفته زعيم المدينة - يهددونه ويتوعدونه بقولهم: (إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو